فصل: الباب الثاني : فيما أوله باء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


*2*  الباب الثاني فيما أوله باء‏.‏

428- بِيَدَيْنِ مَا أَوَرَدَهَا زَائِدَةُ‏.‏

‏"‏بيدين‏"‏ أي بالقوة والْجَلاَدة، يقال‏:‏ مالي به يَدٌ، ومالي به يَدَانِ، أي قوة، و‏"‏ما‏"‏ صلة، وزائدة‏:‏ اسم رجل، يريد بالقوة والْجَلاَدة أورد إبلَه الماءَ، لا بالعجز، ويجوز أن يريد بقوله ‏"‏بيدين‏"‏ أنه أَضْبَطُ يعمل بكِلْتَا يديه‏.‏

يضرب في الحثّ على استعمال الجد‏.‏

429- بِهِ لا بِظَبْيٍ أَعْفَرَ

الأعْفَر‏:‏ الأبيض، أي لَتَنْزِلْ به الحادثة لا بظبي‏.‏ يضرب عند الشماتة‏.‏

قال الفرزدق حين نُعي إليه زياد بن أبيه، فقال‏:‏

أقول لَهُ لمَّا أتانِي نَعِيُّهُ * به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا

ومثله‏:‏

430- بِهِ لا بِكَلْبٍ نابحٍ بالسَّبَاسِبِ‏.‏

431- بِبَقَّةَ صُرِمَ الأمْرُ‏.‏

بَقَّةُ‏:‏ موضع بالشام، وهذا القول قاله قصير بن سَعْد اللَّخْمِي لجَذِيمة الأبْرَشِ حين وقع في يد الزبَّاء، والمعنى قُطِع هذا الأمر هناك، يعني لما أشار عليه أن لا يتزوَّجها فلم يقبل جَذِيمة قوله، وقد أوردتُ قصةَ الزباء وجَذِيمة في باب الخاء عند قوله ‏"‏خطب يسير في خطب يسير‏"‏‏.‏

432- بَقِّ نَعْلَيْكَ وَابْذُلْ قَدَمَيْكَ‏.‏

يضرب عند الحِفْظ للمال وبَذْل النفس في صَوْنه‏.‏

433- بَدَلٌ أَعْوَرٌ‏.‏

قيل‏:‏ إن يزيد بن المُهَلَّب لما صُرِفَ عن خُرَاسان بقُتَيْبة بن مُسْلم الباهلي - وكان شَحِيحاً أعور - قال الناس‏:‏ هذا بَدَل أَعْوَر فصار مثلاً لكل من لا يُرْتَضَى بدلاً من الذاهب، وقد قال فيه بعض الشعراء‏:‏

كانَتْ خراسانُ أرضاً إِذْ يَزِيدُ بها * وكلُّ باب من الخيرات مَفْتُوحُ

حتى أتانا أبو حَفصٍ بأسْرَتِهِ * كأنما وَجْهُه بالْخَلِّ مَنْضُوحُ

434- بَرِّقْ لِمَنْ لا يَعْرِفُكَ‏.‏

أي هَدِّد مَنْ لا علم له بك، فإن من ‏[‏ص 91‏]‏ عرفك لا يعبأ بك، والتبريق‏:‏ تحديدُ النظر ويروى ‏"‏برّقي‏"‏ بالتأنيث، يقال‏:‏ بَرَّقَ عينيه تَبْرِيقاً، إذا أوسعهما، كأنه قال بَرّق عينيك، فحذف المفعول، ويجوز أن يكون من قولهم‏:‏ رَعَد الرجل وَبَرَق إذا أوعد وتهدَّد، وشدد إرادة التكثير، أي كثر وعيدَك لمن لا يعرفك‏.‏

435- بَرْدُ غَدَاةٍ غَرَّ عَبْداً مِنْ ظَمإِ‏.‏

هذا قيل في عبد سَرَحَ الماشية في غداة باردة ولم يتزود فيها الماء، فهلك عَطَشاً، و‏"‏مِن‏"‏ في قوله ‏"‏من ظمأ‏"‏ صِلَة غَرَّ، يقال‏:‏ مَنْ غرك مِنْ فلان‏؟‏ أي مَنْ أَوْطَأَك عَشْوة من جهته‏؟‏ يعني أن البرد غره من إهلاك الظمأ إياه فَاغْتَرَّ، ويجوز أن يكون التقدير‏:‏ غر عبداً مِنْ فقد ظمأ، أي قَدَّر في نفسه أنه يفقد الظمأ فلا يظمأ‏.‏ يضرب في الأخذ بالحزم‏.‏

436- بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى‏.‏

هي جمع زُبْيَة‏.‏ وهي حُفْرة تُحْفَر للأسد إذا أرادوا صَيْده، وأصلُها الرابية لا يَعْلُوها الماء، فإذا بلغها السيلُ كان جارفا مُجْحفاً‏.‏ يضرب لما جاوز الحد‏.‏

قال المؤرج‏:‏ حدثني سعيد بن سماك بن حَرْب عن أبيه عن ابن النعتنر قال‏:‏ أُتِيَ مُعاذُ بن جبل بثلاثة نَفَر فتلهم أسد في زُبْيَة فلم يدر كيف يفتيهم، فسأل علياً رضي الله عنه وهو مُحْتَبٍ بفِناء الكعبة، فقال‏:‏ قُصُّوا عليَّ خبركم، قالوا‏:‏ صِدْنا أَسَداً في زُبْية، فاجتمعنا عليه، فتدافع الناسُ عليها، فَرَمَوُا برجل فيها، فتعلق الرجل بآخَرَ، وتعلق الآخر بآخر، فَهَووْا فيها ثلاثتهم، فقضَى فيها عليٌّ رضي الله عنه أن للأول رُبُعَ الدية، وللثاني النصف، وللثالث الدية كلها، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقضائه فيهم، فقال‏:‏ لقد أَرْشَدَكَ الله للحق‏.‏

437- بَصْبَصْنَ إِذْ حُدِينَ بالأذْنَابِ‏.‏

البَصْبَصَة‏:‏ التحريك، أي حركت الإبلُ أذنابها لما حُدِين‏.‏

يضرب مثلاً في الخضوع والطاعة من الجبان‏.‏

والباء في ‏"‏بالأذناب‏"‏ مقحمة‏.‏

438- باءَتْ عَرَارِ بِكَحْلَ

يقال‏:‏ هما بَقَرَتَانِ انتطحتا فماتتا جميعاً، وَعَرارِ‏:‏ مبنى على الكسر مثل قَطَام‏.‏

يضرب لكل مستويين، يقع أحدهما بإزاء الآخر‏.‏

يقال‏:‏ كان كثير بن شهاب الحارثي ضرب عبد الله بن الحجاج الثعلبي من ‏[‏ص 92‏]‏ بني ثعلبة بن ذبيان بالرى، فلما عزل كثير أقيد منه عبد اللّه فهتَم فاه وقال‏:‏

باءَتْ عَرَارِ بكَحْلَ فيما بَيْنَنَا * وَالحَقُّ يَعْرِفُه أُولُو الأَلْبَابِ

439- بَعْدَ خِيَرَتِها تَحْتَفِظُ‏؟‏

ويورى بعد ‏"‏خَيْرَاتها‏"‏ والهاء راجعة إلى الإبل‏:‏ أي بعد إضاعة خِيارها تحتفظ بحواشيها وشرارها‏.‏

يضرب لمن يتعلق بقليل ماله بعد إضاعة أكثره‏.‏

440- بَعْدَ الَّلتَيَّا وَالَّتِي‏.‏

هما الداهية الكبيرة والصغيرة، وكَنَى عن الكبيرة بلفظ التصغير تشبيهاً بالحيَّة، فإنها إذا كثر سمها صغرت لأن السم يأكل جَسَدها، وقيل‏:‏ الأصل فيه أن رجلاً من جَدِيس تزوج امرأة قصيرة، فقاسى منها الشدائد، وكان يعبر عنها بالتصغير، فتزوج امرأة طويلة، فقاسى منها ضعف ما قاسى من الصغيرة، فطلقها، وقال‏:‏ بعد اللَّتَيَّا والَّتِي لا أتزوج أبدا، فجرى ذلك على الداهية، وقيل‏:‏ إن العرب تصغِّر الشيء العظيم، كالدُّهَيْم والُّلهَيْم، وذلك منهم رَمْز‏.‏

441- بِعِلَّةِ الوَرَشَانِ يأْكُلُ رُطَبَ المُشَانِ‏.‏

بالإضافة، ولا تقل الرطب المشان، وهو نوع من التمر، يقولون‏:‏ إنه يشبه الفَأر شكلاً‏.‏ يضرب لمن يظهر شيئا، والمُرَاد منه شيء آخر‏.‏

442- بَيْتِي يَبْخَلُ لاَ أَنَا‏.‏

قالته امرأة سُئلت شيئاً تعذَّر وجودُه عندها، فقيل لها‏:‏ بَخِلْتَ، فقالت‏:‏ بيتي يبخل لا أنا‏.‏

443- بَيْنَ العَصَا وَلِحائِهَا‏.‏

اللِّحاء‏:‏ القِشْر‏.‏ يضرب للمتحابين الشَّفيقين‏.‏

ويروى ‏"‏لا مَدْخَلَ بين العصا ولحائها‏"‏ و ‏"‏لا تدخل بين‏"‏ وكله إشارة إلى غاية القرب بينهما‏.‏

444- بَيْنَ المُمِخَّةِ والعَجْفَاء‏.‏

يقال ‏"‏شاة مُمِخَّة‏"‏ إذا بَدا في عظامها المخُّ‏.‏ يضرب مثلا في الاقتصاد‏.‏

445- بَيْنَ الرَّغِيفِ وَجَاحِمِ التَّنُّورِ‏.‏

الجاحِم‏:‏ المكانُ الشديد الحر، قال أبو زيد‏:‏ جاحمه جَمْره‏.‏

يضرب للإنسان يُدَّعى عليه‏.‏ ‏[‏ص 93‏]‏

446- بَيْنَ القَرِينَيْنِ حَتَّى ظَلَّ مَقْروُنَا‏.‏

أي نَزَأ بينهما ‏(‏نزأ بينهما‏:‏ أفسد وحرش‏)‏ حتى صار مثلهما‏.‏

يضرب لمن خالط أمرا لا يَعْنيه حتى نَشِب فيه‏.‏

447- بَيْنَهُمْ دَاءُ الضَّرائِر‏.‏

هي جمع ضَرَّة، وهو جمع غريب، ومثله كَنَّة وكَنَائن‏.‏

يضرب للعداتوة إذا رَسَخت بين قوم، لأن العصبية بين الضرائر قائمة لا تكاد تسكن‏.‏

448- بَيْنَهُمْ عِطْرُ مَنْشِمَ‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ مَنْشِم - بكسر الشين - ‏(‏في القاموس كمجلس ومقعد‏)‏ اسمُ امرأةٍ عطَّارة كانت بمكة، وكانت خُزَاعة وجُرْهم إذا أرادوا القتالَ تطيَّبُوا من طيبها، وإذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم، فكان يقال‏:‏ أشْأَمُ مِنْ عِطْرِ مَنْشِمَ‏.‏ يضرب في الشر العظيم‏.‏

449- بِهِ دَاءُ ظَبْىٍ‏.‏

أي أنه لا داء به كما لا داء بالظبي، يقال‏:‏ إنه لا يمرض إلا إذا حان موته، وقيل‏:‏ يجوز أن يكون بالظبي داء ولكن لا يعرف مكانه، فكأنه قيل‏:‏ به داء لا يُعْرَف‏.‏

450- بَلَغَتِ الدِّماءُ الثُّنَنَ‏.‏

الثّنَّة‏:‏ الشَّعَرات التي في مؤخر رُسْغ الدابة‏.‏

يضرب عند بلوغ الشر النهاية، كما قالوا ‏"‏بَلَغَ السيْلُ الزُّبى‏"‏‏.‏

451- بِجَنْبِهِ فَلْتَكُنِ الوَجْبَةُ‏.‏

أي السَّقْطَة، يقال هذا عند الدعاء على الإنسان، قال بعضهم‏:‏ كأنه قال رماه الله بداء الجَنْبِ، وهو قاتل، فكأنه دعا عليه بالموت‏.‏

452- بَلَغ في العِلْمِ أَطْوَرَيْهِ‏.‏

أي حَدَّيْه، يعني أوله وآخره، وكان أبو زيد يقول‏:‏ بلغ أطْوَرِيِه - بكسر الراء - على معنى الجمع، أي أقْصَى حدوده ومنتهاه‏.‏

453- بِأبِي وُجُوهَ الْيَتامَى‏.‏

ويروى ‏"‏وا، بأبي‏"‏ يشير بقوله ‏"‏وا‏"‏ إلى التوجُّع على فقدهم، ثم قال ‏"‏بأبي‏"‏ أي أفْدِي بأبي وجوهَهم‏.‏

يضرب في التحنن على الأقارب‏.‏

وأصله أن سعد القَرْقَرة - وهو رجل ‏[‏ص 94‏]‏ من أهل هَجَر - كان النعمان بن المنذر يضحك منه، وكان للنعمان بن المنذر فرس يقال له اليحموم يُرْدِى من ركبه، فقال يوماً لسعد‏:‏ ارْكَبْهُ واطلب عليه الوحْشَ، فامتنع سعد، فقهره النعمان على ذلك، فلما ركبه نظر إلى بعض ولَده وقال هذا القول، فضحك النعمان وأعفاه من ركوبه، فقال سعد‏:‏

نَحْنُ بغَرْسِ الوَدِىِّ أعْلَمُنَا * مِنَّا بِجَرْىِ الْجِيَادِ فِي السَّلَفِ

يَا لَهْفَ أمِّي فَكَيْفَ أطْعَنُهُ * مُسْتَمْسِكاَ وَالْيَدَانِ فِي الْعُرُفِ

ويروى ‏"‏بجر الجياد في السَّدَفِ‏"‏ ويروى ‏"‏السُّدَف‏"‏ والسُّلَف، والسُّدَف، فالسَّدَف‏:‏ الضوء والظلمة أيضاً، والحرفُ من الأضداد، والسَّدَفُ‏:‏ جمع سُدْفَة‏:‏ وهي اختلاط الضوء والظلمة، والسَّلَفَ‏:‏ جمع سالف مثل خادم وخَدَم وحارس وحَرَس، وهو آباؤه المتقدمون، والسُّلَفُ‏:‏ جمع سُلْفة وهي الدبرة ‏(‏هي القطعة المستوية من الأرض‏)‏ من الأرض، وقوله ‏"‏أعلمنا‏"‏ أراد أعلم منا وهى لغة أهل هَجَر، يقولون‏:‏ نحن أعلمنا بكذا منا، وأجود هذه الروايات هذه الأخيرة أعني ‏"‏في السُّلَفِ‏"‏ لأن سعدا كان من أهل الحِراثة والزِّراعة، فهو يقول‏:‏ نحن بغرس الودىّ في الديار والمشارات أعلم منا بِجَرْىِ الجياد‏.‏

454- بِاُذُنِ السَّماعِ سُمِّيتَ‏.‏

يضرب للرجل يذكر الجودَ ثم يفعله‏.‏ وتقدير الكلام بسماع أذنٍ شأنها السماع سميت بكذا وكذا، أي إنما سميت جوادا بما تسمع من ذكر الجود وتفعله، وهذا كقولهم ‏"‏إنما سميت هانئا لتهنئ‏"‏ وأضاف الأذن إلى السماع لملازمتها إياه، والتسمية تكون بمعنى الذكر كما قال‏:‏

وَسَمِّهَا أحْسَنَ أسمائها* أي واذكرها بأحسن أسمائها‏.‏

ومعنى المثل بما سُمِعَ من جودك ذكرت وشكرت، يحثه على الجود، قال الأموي‏:‏ معنها أن فعلك يصدِّقُ ما سمعته الأذنان من قولك‏.‏

455- بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ‏.‏

هذا من قول طَرَفة بن العبد حين أمَر النعمان بقتله، فقال‏:‏

أبا مُنْذِر أفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنَا * حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشر أهْوَنُ من بَعْضِ

يضرب عند ظهور الشرين بينهما تفاوت‏.‏

وهذا كقولهم ‏"‏إنَّ من الشر خِيارا‏"‏‏.‏ ‏[‏ص 95‏]‏

456- بِبَطْنِهِ يَعْدُو الذَّكَرُ‏.‏

يقال‏:‏ إن الذكر من خيل يَعْدُو على حسب ما يأكل، وذلك أن الذكر أكثر أكلا من الأنثى فيكون عَدْوُهُ أكثر، ويقال‏:‏ إن أصله أن رجلا أتى امرأته جائعا، فتهيأت له، فلم يلتفت إليها ولا إلى ولدها، فلما شبع دعا ولده فقرّبهم، وأراد الباءة، فقالت المرأة‏:‏ ببطنه يعدو الذكر‏.‏ وقال أبو زيد‏:‏ زعموا أن امرأة سابَقَتْ رجلا عظيمَ البطنِ فقالت له ترهبه بذلك‏:‏ ما أعظَمَ بطنك‏!‏ فقال الرجل‏:‏ ببطنه يَعْدُو الذكر‏.‏

457- بِكُلِّ وَادٍ أَثَرٌ مِنْ ثَعْلَبَةَ‏.‏

هذا من قول ثعلبيّ رأى من قومه ما يسوءه، فانتقل إلى غيرهم، فرأى منهم أيضاً مثل ذلك‏.‏

458- بِالسَّاعِدَيْنِ تَبْطِشُ الكَفَّانِ‏.‏

يضرب في تعاوُنِ الرجلين وتساعُدِهما وتعاضُدِهما في الأمر‏.‏

ويروى ‏"‏بالساعد تبطش الكف‏"‏ قال أبو عبيدة‏:‏ أي إنما أقْوَى على ما أريد بالمقدرة والسعة، وليس ذلك عندي‏.‏ يضربه الرجل شيمتُه الكرم غير أنه مُعْدم مُقْتر، قال‏:‏ ويضرب أيضاً في قلة الأعوان‏.‏

459- بَدَا نَجِيثُ القَوْمِ‏.‏

أي‏:‏ ظهر سرهم، وأصْلُ النَّجِيث ترابُ البئر إذا استخرج منها، جعل كنايةً عن السر، ويقال لتراب الهدف نجيث أيضاً، أي صار سرهم هَدَفاً يُرمَى‏.‏

460- بَرِحَ الخَفاءُ‏.‏

أي زال، من قولهم ‏"‏ما برح يفعل كذا‏"‏ أي ما زال، والمعنى زال السر فوضح الأمر، وقال بعضهم‏:‏ الخفاء المتطأطئ من الأرض، والبراحُ‏:‏ المرتفعُ الظاهر، أي صار الخفَاء بَرَاحا، وقال‏:‏

بَرِحَ الخَفَاء فَبُحْتُ بالكتمان * وشَكَوْتُ ما ألقى إلى الإخْوان

لو كان ما بي هَيِّناً لكَتمْتُهُ * لكنّ مابي جَلَّ عن كِتْمَانِ‏.‏

461- بِمِثْلِ جَارِيَة فَلْتَزْنِ الزَّانِيَة‏.‏

هو جارية بن سُلَيط، وكان حَسَنَ الوجه، فرأته امرأة فمكنته من نفسها وحملت، فلما علمت به أمها لامتها، ثم رأت الأم جمالَ ابن سُلَيط فعذرت بنتها وقالت‏:‏ بمثل جارية، فلتزن الزانية، سراً أو علانية‏.‏

يضرب في الكريم يَخْدُمُه مَنْ هو دُونَه‏.‏ ‏[‏ص 96‏]‏